لماذا نتعلم إدارة وضبط المشاعر؟
كورس: مبادئ أساسية فى تعلم إدارة المشاعر
لماذا نتعلم إدارة وضبط المشاعر؟
كورس: مبادئ أساسية فى تعلم إدارة المشاعر
ضبط المشاعر (Emotion Regulation) هو القدرة على التعرّف على مشاعرك، وفهم شدتها، والتعبير عنها بشكل مناسب، وإدارتها بطرق صحية. هذه المهارة لا تعني كبت العواطف أو إنكارها، بل تعني القدرة على توجيهها بحيث لا تتحكم في سلوكك أو تضر علاقاتك.
1. تعزيز الصحة النفسية: الأشخاص القادرون على التحكم في انفعالاتهم أقل عرضة للقلق والاكتئاب والاحتراق النفسي.
2. اتخاذ قرارات أفضل: الانفعالات القوية غير المضبوطة قد تدفع الإنسان إلى قرارات اندفاعية أو ندم لاحق.
3. بناء علاقات صحية: التواصل مع الآخرين يحتاج إلى القدرة على تهدئة الغضب، وضبط القلق، والتعبير المتوازن عن الحزن أو الفرح.
4. تحقيق التوازن الداخلي: من يتقن هذه المهارة يعيش حالة من المرونة النفسية، مما يساعده على مواجهة الضغوط بفاعلية.
ضعف القدرة على إدارة الانفعالات يظهر بشكل واضح في عدد من الاضطرابات النفسية، مثل:
الاكتئاب: حيث يؤدي تضخم المشاعر السلبية إلى العجز عن ممارسة الأنشطة الحياتية.
القلق واضطراب الهلع: صعوبة تهدئة القلق المفرط تجعل الشخص دائم التوتر واليقظة.
اضطراب الشخصية الحدّية (BPD): يتميز بعدم الاستقرار العاطفي والانفجارات الانفعالية المفاجئة.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يجد المصاب صعوبة في تنظيم مشاعر الخوف والغضب المرتبطة بالصدمة.
الإدمان: في كثير من الأحيان يكون الإدمان وسيلة هروب من مشاعر مؤلمة غير مضبوطة.
في الأسرة: الغضب أو الانفعال المفرط قد يؤدي إلى صراعات متكررة مع الشريك أو الأبناء.
في العمل: ضعف التحكم في الانفعالات يضعف القدرة على حل المشكلات، ويؤثر على صورة الفرد أمام زملائه ومدرائه.
في الصداقات: تقلب المزاج المستمر قد يجعل العلاقات هشة وصعبة الاستمرار.
وبالتالي فإن مهارة ضبط المشاعر ليست مجرد أمر شخصي، بل هي مفتاح أساسي لنجاح العلاقات الاجتماعية والمهنية.
تنظيم المشاعر لا يعتمد فقط على التدريب النفسي، بل له جذور عصبية وبيولوجية داخل الدماغ:
1. اللوزة الدماغية (Amygdala): مسؤولة عن معالجة المشاعر الأولية مثل الخوف والغضب. فرط نشاطها يرتبط بالقلق والانفعالات المفرطة.
2. قشرة الفص الجبهي (Prefrontal Cortex): المنطقة المسؤولة عن ضبط الدوافع والتفكير المنطقي، وهي التي تساعد على تهدئة الاستجابات العاطفية.
3. الحصين (Hippocampus): يلعب دورًا في ربط المشاعر بالذاكرة وتنظيم الاستجابة للضغوط.
أما بالنسبة للنواقل العصبية (Neurotransmitters):
السيروتونين (Serotonin): يرتبط بالاستقرار المزاجي، ونقصه يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
الدوبامين (Dopamine): مسؤول عن المكافأة والتحفيز، واضطراب توازنه يؤدي إلى الاندفاع أو ضعف المتعة.
النورأدرينالين (Norepinephrine): يتحكم في اليقظة والاستجابة للضغط، وفرط إفرازه يزيد من القلق.
GABA ناقل مثبط يساعد على تهدئة النشاط العصبي المفرط ويمنع فرط الاستثارة الانفعالية.
التدريب على الوعي الذاتي: ملاحظة المشاعر فور ظهورها دون إنكارها.
استخدام تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق أو التأمل.
إعادة تقييم الموقف: تدريب العقل على رؤية الأمور من منظور مختلف يقلل من شدة الانفعال.
العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج الجدلي السلوكي (DBT) يساعد على تعلم استراتيجيات فعّالة.
  خلاصة القول أن ضبط المشاعر مهارة حياتية حيوية، ضعفها يرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية ويؤثر سلبًا على العلاقات. هذه القدرة تنبع من تفاعل معقد بين الدماغ والنواقل العصبية، لكنها أيضًا مهارة قابلة للتعلم والتطوير من خلال الممارسة والتدخل العلاجي.