العلاقة بين القلق واضطراب ثنائى القطب
العلاقة بين القلق واضطراب ثنائى القطب
يعاني الكثير من الأشخاص من اضطرابات القلق، لكن عندما يظهر القلق لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب فإن الصورة السريرية تصبح أكثر تعقيدًا. هذا التداخل يثير تساؤلات مهمة: هل الأعراض تعود إلى القلق بحد ذاته، أم أنها بداية نوبة هوس أو اكتئاب؟
اضطراب ثنائي القطب هو حالة نفسية مزاجية تتسم بتقلبات حادة بين نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس أو الهوس الخفيف. هذه النوبات قد تؤثر على التفكير، النوم، الطاقة، والعلاقات الاجتماعية.
تشير الدراسات إلى أن ما بين 40–60% من مرضى ثنائي القطب يعانون من أحد اضطرابات القلق المصاحبة مثل:
اضطراب القلق العام.
اضطراب الهلع.
الرهاب الاجتماعي.
هذا الارتباط ليس عرضيًا، بل يعكس وجود آليات بيولوجية مشتركة مثل اضطراب الناقلات العصبية (السيروتونين والنورأدرينالين) التي تلعب دورًا في نشأة كلا الاضطرابين.
أعراض القلق مثل:
تسارع الأفكار.
الأرق.
التوتر الجسدي.
قد تتشابه مع أعراض بداية نوبة هوس، حيث يظهر أيضًا نشاط زائد، قلة نوم، وتشتت الانتباه. هذا التشابه قد يؤدي إلى خلط في التشخيص وبالتالي تأخير العلاج المناسب.
-المعملية:
CBC.
وظائف الكبد والكُلى.
TSH + T4 (استبعاد اضطرابات الغدة الدرقية)
Vit D + B12 (حسب الحاجة)
المقاييس النفسية:
GAD-7 مقياس القلق العام
تطبيق قائمة فحص جولد برج لمجال ثنائى القطب
وجود القلق مع ثنائي القطب يؤدي إلى:
1. نوبات أشد حدة سواء اكتئاب أو هوس.
2. زيادة معدل الانتكاسات وبالتالي الحاجة لمتابعة لصيقة.
3. استجابة أضعف للعلاج خصوصًا عند استخدام مثبتات المزاج وحدها.
4. تراجع جودة الحياة بسبب الأرق المستمر، التوتر الجسدي، وصعوبات التركيز.
علاج القلق عند مريض ثنائي القطب يختلف عن علاج القلق عند شخص سليم مزاجيًا:
الخط الأول: مثبتات المزاج مثل الليثيوم أو الفالبروات.
مضادات الاكتئاب (SSRIs): قد تُستخدم بحذر شديد عند استمرار أعراض القلق، لكن لا تُعطى وحدها لأنها قد تفجر نوبة هوس.
مضادات الذهان الحديثة مثل كويتيابين أظهرت فاعلية في تقليل القلق وتنظيم المزاج معًا.
العلاج النفسي (CBT): يساعد على إدارة القلق، التحكم في الأفكار السلبية، وتحسين القدرة على التكيف.
المريض يحتاج إلى مراقبة دقيقة ومنتظمة للأعراض.
يُنصح بكتابة تدوينات يومية تتضمن ساعات النوم، مستوى القلق (0–10)، ومستوى النشاط.
مشاركة الأسرة في المراقبة تساعد على اكتشاف أي علامات مبكرة لنوبة هوس أو اكتئاب.
العلاقة بين القلق واضطراب ثنائي القطب معقدة وتتطلب انتباهًا خاصًا من الطبيب والمريض على حد سواء. القلق لا يُعتبر عرضًا جانبيًا فحسب، بل هو عامل يزيد من شدة المرض ويؤثر على الاستجابة للعلاج. الجمع بين العلاج الدوائي المناسب، العلاج النفسي، والمتابعة الدقيقة هو المفتاح لتحسين حياة المريض وتقليل معدلات الانتكاس.
للاطلاع على تفاصيل جلسة علاجية نموذجية تعليمية تشمل:
التمييز بين بين القلق العام وبداية نوبة هوس في ثنائي القطب النوع الأول وكيفية وضع الخطة العلاجية انقرهنا