( هذا المقال هدفه التوعية فقط و أى علاجات دوائية يرد ذكرها فى هذا المقال لايجب استخدامها إلا تحت إشراف الطبيب نظرًا لخطورة استخدام العلاجات الدوائية دون متابعة..لذا وجب التنويه)
يُعَدُّ اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة من أكثر الاضطرابات العصبية النمائية شيوعاً في الأطفال والمراهقين، كما يستمر بدرجات متفاوتة حتى مرحلة الرشد. ومع ازدياد الوعي بآثاره على الأداء الأكاديمي والمهني والاجتماعي، ظهرت الحاجة إلى وضع استراتيجيات علاجية واضحة تساعد الأطباء والمعالجين على اختيار التدخل الأنسب لكل حالة. تعتمد هذه االاستراتيجيات على الدمج بين العلاج الدوائي و العلاج النفسي السلوكي و تدريب المهارات التنفيذية، حيث يتم اختيار المسار العلاجي بناءً على تقييم شامل لحدة الأعراض وظروف المريض.
قبل بدء العلاج، تُجرى مقابلة سريرية دقيقة يشترك فيها الأهل (في حالة الأطفال) أو المريض نفسه (في حالة البالغين)، ويُستخدم مقياس تشخيصي مثل:
Conners’ Rating Scales أو
Adult ADHD Self-Report Scale (ASRS)
استبيان للوظائف التنفيذية
كما يتم استبعاد الاضطرابات المصاحبة مثل القلق والاكتئاب واضطرابات التعلم، إذ أن وجودها يؤثر على الخطة العلاجية.
الأعراض البسيطة إلى المتوسطة: عندما تكون صعوبات التركيز أو الاندفاعية محدودة، ولا تسبب تراجعاً شديداً في التحصيل أو العلاقات.
الأعراض المتوسطة إلى الشديدة: عندما تعيق الأداء الأكاديمي أو المهني أو تسبب مشكلات سلوكية واجتماعية واضحة.
تحدد شدة الأعراض نقطة الانطلاق في اختيار الاستراتيجية العلاجية المناسبة.
العلاج الدوائي يمثل حجر الأساس في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، خاصة فى الأطفال.. حيث أثبتت الدراسات فعاليته العالية في تحسين الانتباه وتقليل فرط الحركة.
الميثيلفينيديت (Methylphenidate)
الأمفيتامينات (Amphetamines)
تعتبر الخيار الأول لفعاليتها وسرعة تأثيرها. يبدأ الطبيب بجرعة منخفضة ويزيد تدريجياً حسب الاستجابة.
أتوموكستين (Atomoxetine)
تُستخدم إذا كان المريض لا يتحمل المنشطات أو لديه تاريخ من الإدمان أو أمراض قلبية.
في بعض الحالات، خاصة عند البالغين الذين لديهم أعراض مصاحبة، يمكن استخدام أدوية أخرى أظهرت فاعلية نسبية:
ويلبترين (Bupropion): مضاد اكتئاب يعمل على النورأدرينالين والدوبامين، ويُستخدم لتحسين الانتباه وتقليل الاندفاعية، خصوصاً إذا كان هناك اكتئاب مرافق.
برافامكس (Modafinil/Armodafinil): دواء منشط للانتباه يزيد من اليقظة، ويُستخدم أحياناً في حالات الخمول أو النعاس الزائد لدى البالغين المصابين باضطراب نقص الانتباه.
حتى مع نجاح العلاج الدوائي، يظل العلاج المعرفي السلوكي ضرورياً، خصوصاً في المراهقين والبالغين. يركز على:
1. إعادة هيكلة الأفكار السلبية: مثل اعتقاد المريض أنه "فاشل" أو "غير منظم".
2. تنظيم الوقت والمهام: عبر خطط مكتوبة وجداول مرئية.
3. ضبط الاندفاعية: باستخدام استراتيجيات مثل "إيقاف التفكير" قبل اتخاذ القرار.
4. التعامل مع المشاعر: لتقليل القلق أو الإحباط الناتج عن الفشل المتكرر.
الوظائف التنفيذية (Executive Functions) مثل التخطيط، التنظيم، وضبط الذات
· تدريب الذاكرة العاملة: عبر أنشطة تفاعلية وتمارين ذهنية.
استخدام المذكرات الرقمية والتطبيقات: لتذكير المريض بالمواعيد والمهام.
تقسيم المهام الكبيرة: إلى خطوات صغيرة مع تحديد أولويات.
تدريب وتوعية الأهل وشريك الحياة (فى حالة البالغين) على استراتيجيات الدعم والمساندة اليومية.
يُعاد تقييم الأعراض كل 8–12 أسبوعاً.
إذا لم يظهر تحسن، يُعدَّل الدواء أو يُدمج العلاج النفسي بشكل أعمق.
في حال وجود اضطرابات مصاحبة (قلق/اكتئاب)، يتم معالجتها بالتوازي.
1. تقييم شامل + تحديد شدة الأعراض
2. أعراض شديدة → دواء منبه (أو غير منبه عند الحاجة)
3. أعراض خفيفة → CBT وتدريب مهارات أولاً، دواء عند الحاجة
4. دمج العلاج الدوائي مع CBT في أغلب الحالات لتحقيق أفضل نتائج
5. تدريب المهارات التنفيذية كعلاج مكمّل طويل المدى
6. في البالغين: إمكانية استخدام ويلبترين أو برافامكس كخيارات داعمة أو بديلة
7. متابعة دورية وتعديل الخطة حسب الاستجابة
يتضح مما سبق أنه تعتمد استراتيجية علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة على الدمج الذكي بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي وتدريب المهارات التنفيذية. فالأدوية المنبهة هي الأساس، لكن الأدوية غير المنبهة، إضافة إلى ويلبترين وبرافامكس عند البالغين، تتيح بدائل مرنة تناسب اختلاف الاستجابات والحالات المصاحبة. إن اتباع هذه الاستراتيجية يزيد فرص تحسن الأداء الدراسي والمهني والاجتماعي، ويمنح المريض استراتيجيات عملية للاستقلالية والنجاح على المدى الطويل.